الأربعاء، 31 أكتوبر 2018

WP Rollback

Quickly and easily rollback any theme or plugin from WordPress.org to any previous (or newer) version without any of the manual fuss. Works just like the plugin updater, except you’re rolling back (or forward) to a specific version. No need for manually downloading and FTPing the files or learning Subversion. This plugin takes care of the trouble for you.


الاثنين، 15 أكتوبر 2018

الدلالة و أقسامها عند الأصوليين



الدلالة و أقسامها عند الأصوليين


الدلالة هي أن يكون الشيء بحالة يلزم من العلم به العلم بالشيء الآخر
. و هي أقسام:

إما عقلية
:كدلالة الفعل على الفاعل
إما طبيعية
: كدلالة حمرة الوجه على الخجل، و صفرته على الوجل
إما وضعية
: كدلالة الأقدار على مقدوراتها، و منه دلالة السببب، كالدلوك على وجوب الصلاة.

و هي إما لفظية أو غير لفظية
. فاللفظية و هي التي تهمنا هنا، و تنقسم إلى ثلاثة أقسام أيضا:
- 
دلالة المطابقة: و هي دلالة اللفظ على تمام معناه، كدلالة الإنسان على الحيوان الناطق.
- 
دلالة التضمن: و هي دلالة اللفظ على بعض معناه، كدلالة الإنسان على الحيوان.
- 
دلالة الإلتزام: و هي دلالة اللفظ على لازم معناه، بحيث لا يفهم المعنى من اللفظ مباشرة، و لكن لازم له و مصاحب له، كدلالة السسقف على الحائط، و إلا كيف يكون سقف بدون مستند يستند عليه و هو الحائط.

و للتنبيه فإن الأصوليون يأخذون الأحكام من دلالة المطابقة و التضمن فقط، و يتركون الالتزام لأنه لا ينحصر
. قال
الإمام الغزالي
: " و إياك أن تستعمل في نظر العقل من الألفاظ ما يدل بطريق الالتزام، لكن اقتصر على ما يدل بطرق المطابقة و التضمن، لأن الدلالة بطريق الالتزام لا تنحصر.

و هذا التقسيم هو تقسيم الجمهور للدلالة، و عليه سار الإمام الشنقيطي في مذكرة أصول الفقه، ونثر الورود على مراقي السعود
.

و يعرف هذا التقسيم أيضا بطريقة المتكلمين و تقوم على تحقيق القواعد الأصولية تحقيقا نظريا، تجريدا بعيدا عن تأثير الفروع الفقهية مع العناية بوضع الحدود و التعريفات و تحقيقها، و تأويل النصوص في ضوء معانيها اللغوية
. كما يعتني الأصوليون في إطار هده الطريقة بالاستدلال على آرائهم الأصولية، و يهتمون بحشد الأدلة و البراهين النقلية و العقلية على صحة آرائهم و ضعف آراء مخالفيهم، معتمدين في ذلك منهج الجدل في مختلف مسالكه العلمية و المنطقية.

فقد قسم الجمهور من الأصوليين الدلالة اللفظ على المعنى إلى منطوق و مفهوم
.

فالمنطوق هو ما دل عليه اللفظ في محل النطق
. و ينقسم إلى منطوق صريح و غير صريح.

فالصريح فهو ما وضع اللفظ له فيدل عليه بالمطابقة أو التضمن
.

فقوله بالمطابقة و التضمن
: تدخل فيه دلالة اللفظ على ما وضع له بالمشاركة أو الاستقلال، و يخرج منه ما لم يوضع اللفظ له.. بل يلزم مما وضع له فيدل عليه بالالتزام 
و يدخل في المنطوق
: الأمر و النهي والمطلق و المقيد، و العام و الخاص، و المجمل و المبين، و الظاهر و المؤل و غيرها.

أما المنطوق غير الصريح
:فهو ما لم يوضع اللفظ له، بل يلزم مما وضع له فيدل عليه بالالتزام .و هو ثلاثة أقسام: إشارة النص، و اقتضاء النص، و إيماء النص.




إشارة النص
:

أنها دلالة اللفظ على المعنى ليس مقصودا باللفظ في الأصل، و لكنه لازم للمقصود فكأنه مقصود بالتبع لا بالأصل. كدلالة " أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم" على صحة صوم من أصبح جنبا، لأن إباحة الجماع في الجزء الأخير من الليل الذي ليس بعده ما يتسع للاغتسال من الليل يلزم إصباحه جنبا.




اقتضاء النص
:

دلالة الاقتضاء لا تكون أبدا إلا على محذوف دل المقام عليه، و تقديره لا بد منه لأن الكلام دونه لا يستقيم لتوقف الصدق و الصحة عليه
. فمثال توقف الصدق عليه: " رفع عن أمتي الخطأ و النسيان" لو قدر ثبوته لأنه إن لم يقدر محذوف أي المؤاخذة بالخطأ كان الكلام كذبا لعدم رفع ذات الخطأ- لأنه كثيرا ما يقع الخطأ من الناس- .. و مثال توقف الصحة شرعا، قوله تعالى:" فمن كان منكم مريضا أو على سفر" أي فأفطر" فعدو من أيام أخر"، و مثال قوله تعالى:" أو به أذى من رأسه ففدية" أي فحلق شعره.




إيماء النص:

فهي لا تكون إلا على علة الحكم خاصة، و ضابطها
: أن يذكر وصف مقترن بحكم في نص من نصوص الشرع على وجه لم يكن ذلك الوصف علة لذلك الحكم لكان الكلام معيبا. و مثاله قوله صلى الله عليه و سلم للأعرابي الذي قال له: هلكت واقعت أهلي في نهار رمضان.أعتق رقبةـ فلو لم يكن ذلك الوقاع علة لذلك اعتق كان الكلام معيبا.و هذه الأقسام الثلاثة هي من دلالة الالتزام. و هي الإمام الشنقيطي من المفهوم و ليس من المنطوق.

هذا من حيث دلالة اللفظ على اللفظ في محل النطق، أي المنطوق
.

أما المفهوم فهو
: ما دل عليه اللفظ لا في محل النطق. و هو قسمان أيضا:

مفهوم الموافقة
مفهوم المخالفة

أما مفهوم الموافقة فهو:




ما يكون فيه المسكوت عنه موافقا لحكم المنطوق،مع كون ذلك مفهوما من لفظ المنطوق
. و هو قسمان:

الأول
: ما يكون المسكوت عنه أولى بالحكم من المنطوق، كقوله: " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يراه" فمثقال الجبل المسكوت عنه أولى بلحكم من مثقال الذرة، و قوله تعالى:" و أشهدوا ذوي عدل منكم"، فأربة عدول المسكوت عنهم أولى.

الثاني
: ما يكون المسكوت عنه مساويا للمنطوق في الحكم، كإحراق مال اليتيم و إغراقه، المفهوم منعه من قوله تعالى:" إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما".




أما مفهوم المخالفة فهو
:




أن يكون المسكوت عنه مخالفا لحكم المنطوق، كقوله صلى الله عليه و سلم
" في الغنم السائمة الزكاة" فالمنطوق السائمة و المسكوت عنه المعلوفة. التقييد بالسوم يفهم منه عدم الزكاة في المعلوفة. و يسمى دليل الخطاب، و تنبيه الخطاب. و هو ثمانية أقسام:

مفهوم الحصر
مفهوم الغاية، نحو
: فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره. مفهومه أنها إن نكحت زودا غيره حلت له.

مفهوم الشرط، نحو
: و إن كن أولات حمل، يفهم منه أن غير الحوامل لا نفقة لهن.

مفهوم الوصف، نحو
: في الغنم السائمة زكاة.

مفهوم العدد، نحو
: فاجلدوهم ثمانين جلدة، يفهم منه أنه لا يجلد أكثر من ذلك.

مفهوم الظرف، زمانا كان أو مكانا
.

مفهوم العلة، نحو
: أعط السائل لحاجته، يفهم منه أنه لا يعطي لغير المحتاج.

مفهوم اللقب، و أضعفها
.

هذا التقسيم
- كما ذكرانا قبل- هو تقسيم المتكلمين.





أما طريقة الأحناف:




و تسمى أيضا طريقة الفقهاء
: و هي طريقة متأثرة بالفروع، و تتجه لخدمتها و إثبات سلامة الاجتهاد فيها.. و القواعد في إطار هذه الطريقة، هي قواعد استنباطية مأخوذة من الفروع و الأحكام التي إليها الأئمة في المذهب الحنفي، إذ إن الأصولي في إطار هذه الطريقة يفترض أن الأئمة قد راعوا هذه القواعد عند الاجتهاد و استنباط الأحكام، و لذلك فإنه وجد فيما بعد فرعا فقهيا يتعارض مع القاعدة المستنبطة فإنه يلجأ إلى تعديلها بما يتفق مع هذا الفرع، و الذي دعا أصوليي الحنفية إلى هذه الطريقة أن علماءهم لم يتركوا كتبا في الأصول، أو أن هؤلاء الأصوليين لم يعثروا على تلك الكتب - إن وجدت- فبحثوا عن القواعد الأصولية في ثنايا الفروع الفقهية باعتبار أنها لا يد أن تكون قائمة على أساس.

و تنقسم الدلالة في إطار هذه الطريقة إلى أربعة أقسام
:
- 
من حيث الوضع: عام و خاص، مطلق و مقيد..
- 
من حيث الاستعمال: حقيقة و مجاز

-
من حيث الوضوح و الخفاء: 
* 
الواضح و يشمل: الظاهر و النص, و المفسر و المحكم

*
الخفي و يشمل: الخفي و المشكل، و المجمل و المتشابه

-

من حيث القصد: عبارة النص، إشارة النص، اقتضاء النص، ثم دلالة النص


***

تقسيم دلالات الألفاظ د. عبدالمحسن بن زبن المطيري



ويمكن تقسيمها بعدة اعتبارات:



الأول: باعتبار دلالة اللفظ على الشمول أو عدمه:
فإن كان البحث في الأعيان، قسموه إلى عام وخاص.
وإن كان البحث في الصفات، قسموه إلى مطلق ومقيد.



الثاني: باعتبار قبوله للتصديق والتكذيب:
ينقسم إلى خبر وإنشاء.
فالخبر: ما يحتمل الصدق والكذب.
والإنشاء: ما لا يحتمل الصدق وال كذب.



الثالث: باعتبار طلب الفعل أو الترك:
وقسموه إلى ثلاثة أقسام: أمر، ونهي، وما لا أمر فيه ولا نهي:
فالأمر: طلب الفعل على وجه الاستعلاء، فإذا كان على وجه الإلزام فهو الواجب.
وإذا كان ليس على وجه الإلزام فهو المستحب.
والنهي: طلب الترك على وجه الاستعلاء، فإذا كان على وجه الإلزام فهو المحرم.
واذا كان ليس على وجه الإلزام فهو المكروه.
واذا لم يتعلق به أمر ولا نهي فهو المباح.



الرابع: باعتبار دلالته على الحقيقة:
وقسموه إلى حقيقة ومجاز- على المشهور-.
فالحقيقة: ما دل على المقصود بأصل الوضع.
والمجاز: ما دل على غير المقصود منه بقرينة.
ثم يقسمون الحقيقة إلى شرعية وعرفية ولغوية.



الخامس: باعتبار وضوح دلالته على المقصود:
وقسموه إلى نص وظاهر ومجمل.
أ. فالنص: ما دل على المقصود دلالة قاطعة، أو هو ما أفاد معنى لا يحتمل غيره، أو ما يدل على معين.
ب. والظاهر: ما كانت دلالته على المقصود دلالة غالبة، أو ما يدل على عدة أمور هو في أحدها أظهر.
ولا تترك هذه الدلالة إلا لدليل، وعندها يسمى المؤول.
ج. والمجمل: ما دل على عدة أمور بالتساوي.
ولا يصار إلى أحدها إلا بدليل، وعندها يسمى المبين.



السادس: باعتبار الوضع*:
ويقسم العلماء دلالة اللفظ الوضعية إلى: دلالة منطوق، ودلالة مفهوم، ودلالة اقتضاء.
أ. فدلالة المنطوق: هو مَا دَل علَيَهِ اللَّفظُ فيِ مَحلِ النطقِ.
وتنقسم إلى قسمين: مطابقة، وتضمن.
فالمطابقة: هي دلالة اللفظ على تمام المعنى الموضوع له.
والتضمن: هي دلالة اللفظ على جزء المعنى الموضوع له اللفظ.



ب. ودلالة المفهوم: مَا دَل علَيَه اللَّفظُ لَا فيِ مَحلِ النطقِ.
وينقسم إلى قسمين**: موافقة ومخالفة.
فمهوم الموافقة: هو ما يكون فيه المسكوت عنه موافقا لحكم المنطوق مع كون ذلك الحكم أولى به.
ومفهوم المخالفة: وَهوُ مَا كَانَ حُكم اُلمسكُوتِ عَنه مُخاَلفًِا لِحكمِ المنَطُوقِ.
ومفهوم المخالفة أنواع: مفهوم الصفة، والشرط، والغاية، والحصر، واللقب، والعدد.



ج. دلالة الاقتضاء: وهو ما يكون من ضرورة اللفظ، فهي دلالة اللفظ على غير ما سيقت له.
وتنقسم إلى قسمين: إشارة والتزام.
دلالة الإشارة: هي ما يكون في اللفظ دليل عليه غير مقصود.
ويسميها بعض الأصوليين دلالة الإيماء.
دلالة الالتزام: هي دلالة اللفظ على خارج عن معناه، لازم له، وقيل: دلالة اللفظ على ما يتوقف عليه صدق المتكلم.
والفرق بينهما أن دلالة الاشارة: يوجود لفظ في النص يدل عليها.




-----------
* وبعضهم يقسمها إلى: دلالة مطابقة، ودلالة تضمن، ودلالة التزام.
وهذا التقسيم غير حاصر، بل هو بعض الدلالات وليس كلها.



** ويقسمه بعضهم إلى:
فحوى الخطاب؛ وهو مفهوم الموافقة -أو دلالة الأولى -.
ودليل الخطاب؛ وهو مفهوم المخالفة، 
ولحن الخطاب؛ وهو ما دل على مساوٍ له نفس الوصف، وهو أقرب إلى معنى القياس، فإلحاقه به أولى.


كيف لطالب علم أن يقوم بعمل جدول لتنظيم وقته ؟

السؤال


الحمد لله
أولاً: 
طلب العلم الشرعي منزلته عظيمة في الإسلام ؛ فإن الله تبارك وتعالى أثنى على العلم وأهله ، فقال تعالى : ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الألْبَابِ ) الزمر/ 9 ، وقال تعالى : ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) فاطر/ 28 .
وعن حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قال : سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ خَطِيباً يَقُولُ : سَمِعْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : ( مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْراً يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ ) .
رواه البخاري ( 71 ) ومسلم ( 1037 ) .
وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : ( مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْماً سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ وَإِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِى السَّمَاءِ وَالأَرْضِ حَتَّى الْحِيتَانِ فِى الْمَاءِ وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ إِنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ ) .
رواه الترمذي ( 2682 ) وأبو داود ( 3641 ) وابن ماجه ( 223 ) ، وحسَّنه الألباني في " صحيح الترغيب " ( 1 / 17 ) .
فالعلم الشرعي يحصل به الإنسان خيري الدنيا ، والآخرة , وهو مقدَّم على سائر العلوم ، لا سيما إذا خلصت فيه النية .
وانظر جواب السؤال رقم : ( 10471 ) . 
ثانياً: 
إنَّ أولى ما صُرفت فيه الأوقات في بداية الطلب : حفظ كتاب الله عز وجل ؛ فهو أولى ما تنافس به المتنافسون ؛ واجتهد فيه المجتهدون , وسعى إليه طلبة العلم .
وانظر جواب السؤال رقم : ( 14035 ) للوقوف على مزايا حفظ كتاب الله .
وانظر جوابي السؤالين : (7966) و( 11561 ) للوقوف على قواعد حفظ كتاب الله . 
ثالثاً: 
من الأمور التي تقرب الطريق لطالب العلم : أن يكثر من المشايخ والعلماء ، الذين يتلقى عليهم ، فأقصر طريق لطلب العلم ، وأحسنه لنيل المبتغى : أن ييسر الله له شيخاً ، أو عالماً من علماء السنَّة يطلب على يده العلم , وانظر جواب السؤال رقم : ( 22037 ) .
رابعاً: 
أما تنظيم الوقت فهو كالآتي :
أ. تحديد مواعيد الأشياء الثابتة في كل يوم ، فمثلاً : تحديد موعد النوم ، وموعد الوجبات ، موعد الزيارات ، موعد الجلسات ، موعد المذاكرة .
ب. ومن الأمور التي تساعد على استغلال الوقت والمحافظة عليه : قتل مضيعات الأوقات في مهدها ، ككثرة النوم , وكثرة الطعام والشراب , والاجتماعات على غير فائدة شرعية ، وهي ما يسمَّى بفضول الكلام , وتجنب مضيعات الوقت من وسائل اللهو ، من البرامج ، والمسلسلات ، والجرائد ، والمجلات ، والألعاب ، والمباريات ، والمسابقات .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :
ينبغي لطالب العلم أن يحفظ وقته عن الضياع ، وضياع الوقت يكون على وجوه :
الوجه الأول : أن يدَع المذاكرة ، ومراجعة ما قرأ .
الوجه الثاني : أن يجلس إلى أصدقائه ، ويتحدث بحديث لغو ليس فيه فائدة .
الوجه الثالث : وهو أضرُّها على طالب العلم : ألا يكون له همٌّ إلا تتبع أقوال الناس ، وما قيل ، وما قال ، وما حصل ، وما يحصل ، في أمر ليس معنيًّا به ، وهذا لا شك أنه من ضعف الإسلام ؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ ) - رواه الترمذي ( 2318 ) وصححه الألباني - .
والاشتغال بالقيل والقال ، وكثرة السؤال : مضيعة للوقت ، وهو في الحقيقة مرض ، إذا دبَّ في الإنسان - نسأل الله العافية - : صار أكبر همِّه ، وربما يعادي من لا يستحق العداء ، أو يوالي من لا يستحق الولاء ، من أجل اهتمامه بهذه الأمور التي تشغله عن طلب العلم ، بحجة أن هذا من باب الانتصار للحق ، وليس كذلك ، بل هذا من إشغال النفس بما لا يعني الإنسان ، أما إذا جاءك الخبر بدون أن تلقفه ، وبدون أن تطلبه : فكل إنسان يتلقى الأخبار ، لكن لا ينشغل بها ، ولا تكون أكبر همه ؛ لأن هذا يشغل طالب العلم ، ويفسد عليه أمره ، ويفتح في الأمة باب الحزبية ، فتتفرق الأمَّة .
" كتاب العلم " ( ص 143 ، 144 ) .
ت. ومن الأمور الضارة بمسألة تنظيم الوقت واستغلاله : قضية التسويف ، والتسويف داء كبير يحرم من خيرات كثيرة ، دنيوية ، وأخروية .
ث. أعظم الربح في الدنيا : أن تشغل نفسك في كل وقت بما هو أولى بها ، وأنفع لها في معادها ، كما قال ابن القيم رحمه الله : إن أفضل العبادة : العمل على مرضاة الرب في كل وقت ، بما هو مقتضى ذلك الوقت ، ووظيفته .
" مدارج السالكين " ( 1 / 88 ) .
ج. استثمار الوقت ما استطاع الإنسان لذلك سبيلاً , وعدم تضييع لحظة في غير طاعة ، أو قربة , ولقد ضرب سلفنا رحمهم الله تعالى أمثلة عجيبة في الاستفادة من أوقاتهم ، فهذا أبو نعيم الأصفهاني المتوفى سنة 430هـ كان حفاظ الدنيا قد اجتمعوا عنده ، وكل يوم نوبة واحد منهم ، يقرأ ما يريده إلى قبيل الظهر على الشيخ ، فإذا قام إلى داره ربما يُقرأ عليه في الطريق جزءٌ ، وهو لا يضجر . 
وكان سليم الرازي شافعيّاً ، فنزل يوماً إلى داره ورجع ، فقال : لقد قرأت جزءاً في طريقي . 
وقال الحافظ الذهبي رحمه الله في ترجمة الخطيب البغدادي : كان الخطيب يمشي وفي يده جزء يطالعه . 
وكان ابن عساكر رحمه الله - كما يقول عنه ابنه - : لم يشتغل منذ أربعين سنة إلا بالجمع ، والتسمية ، حتى في نزهته وخلواته ، يصطحب معه كتب العلم ، والمصحف يقرأ ، ويحفظ . 
وكانوا يحرصون على استغلال الوقت في عمل أكثرِ مِن شيءٍ في الوقت نفسه ، فقد كان بعضهم إذا حفي عليه القلم واحتاج إلى بريه يحرك شفتيه بذكر الله وهو يصلح القلم ، أو يردد مسائل يحفظها لئلا يمضي عليه الزمان وهو فارغ . 
وكان أبو الوفاء علي بن عقيل رحمه الله يقول : إنني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري ، حتى إذا تعطل لساني عن المذاكرة ، وتعطل بصري عن المطالعة : أعملت فكري في حال راحتي وأنا منصرف ، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره . 
ويقول ابن القيم رحمه الله : وأعرف من أصابه مرض من صداع ، وحمَّى ، وكان الكتاب عند رأسه ، فإذا وجد إفاقة : قرأ فيها ، فإذا غلب : وضعه . 
ح. وأما الجدول ، وتنظيم الوقت : فهو كالآتي :
1. يبتدئ برنامج طالب العلم من الفجر ؛ وهو وقت الحفظ – حفظ القرآن , الأحاديث , المتون - ؛ فأفضل وقت للحفظ - لا سيما القرآن - : وقت السَّحَر ، وما بعد الفجر ، فالذهن يكون صافياً ، وأقرب إلى سهولة الحفظ , فيصلي طالب العلم في المسجد ، ويبقى إلى الشروق ، أو ما بعد ذلك ، ويحفظ ، ويراجع محفوظه ، فإن انتهى من ذلك : ابتدأ بحفظ المتون العلمية - متون الأحاديث ، والفقه ، والأصول ، واللغة - .
2. فإن كان لديه عمل ، أو دراسة : انطلق لها ، وإلا تابع في الصباح الحفظ ، والمراجعة , إلى الظهر ، ثم القيلولة ، وراحة الجسد .
3. وأما العصر فيجعله للمطالعة ، والقراءة ، أو المدارسة ، أو حضور دروس العلم ، أو مراجعة المحفوظ .
4. وبعد المغرب يُجعل لحضور مجالس العلم , وبعد العشاء : لمراجعة ما تم تقييده من العلم ، أو يجعله للمطالعة .
وليعلم أن ما ذكرناه هنا هو من باب الترتيب الإجمالي للوقت ، وإلا فإن مرجع الترتيب في الوقت يرجع للطالب بحسب ظروفه ، فالطالب غير العامل ، والمتزوج غير الأعزب ، والمتفرغ غير المشغول ، وهكذا ، والمهم في ترتيب الوقت أن تكون ثمة ساعات في اليوم والليلة يلزم فيها نفسه بالحفظ ، والقراءة ، فالنفس تطلب الراحة ، وتحب الكسل ، فينبغي له أن يربيها على الجد ، والنشاط ، وأن يعودها على التنظيم ، والترتيب ، والإلزام في الطاعات ، وإلا ضاع يومه ، ثم ضاع عمره .
ولكيفية طلب العلم : انظر جواب السؤال رقم : ( 20191 ) . 
وللوقوف على آداب طالب العلم : انظر جواب السؤال رقم : ( 10324 ) .
وانظر لمحاضرة " كيف ينظم المسلم وقته " مكتوبة هنا :
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=FullContent&audioid=102596 
والله أعلم .